من فلسطين إلى المملكة المتحدة - قصة نجاح بيان الحسني
2023-02-12
توفيق الله، وتوكل عليه، والإصرار وعدم الاستسلام ...
هذه هي معتقداتي بالحياة.
أذكر أول مرة جاءت لي فكرة الدراسة في الخارج، كنت في حوار مع أشخاص فقيل لي "على فكرة مهاراتك بتأهلك تأخذ منح بريطانيا". أذكر وقتها قول "هل يعقل!؟". لم يكن قد جاء لبالي ذلك. فذكروا لي منحة تشيفننج التي لم أكن أعرف بها صدقا.
أخذت على عاتقي أن أحاول وأبدأ. أول مرة كتبت فيها personal statement لأحصل على القبول الجامعي كانت النتيجة شيء رديء.
كنت أحادث أمي وقتها بأن ما أكتب لا يرقى للجيد فقالت لي أنا لا أعرف ما تقصد لكن ما رأيت بيان قد استسلم لشيء من قبل. باركها الرحمن فهي دوما ما تعرف كيف تطرق مواطن القوة لدي.
أذكر بعدها أول قبولين قد حصلت عليهما كانا من جامعة ليدز وجامعة نيوكاسل. للآن أذكر فرحتي بهما. ثم بعدها بدأت رحلتي لكتابة مقالات تشيفننج. أذكر صبري عليها جيدا. قرأت عشرات المقالات وشاهدت عشرات الفيديوهات لعرب وأفارقة وغيرهم، و لو كان هنالك شيء من "الهونولولو" لكنت شاهدته.
كنت قد علمت بنفس الفترة الزمنية عن منحة جامعة دندي، كانت أول مرة أسمع بها فسجلت لها أيضا.
بعدها كانت مرارة الانتظار. وقبل نتائج تشيفننج وصلني إيميل من جامعة دندي بأن ملفي قد وصل short list ثم بعدها بأيام أرسلوا لي بأن ملفي قوي جدا ولكن اعتذروا لي. لكن أحسست وقتها أن شيء لي بجامعة دندي، بعدها وصلني حصولي على منحة تشيفننج. ثم بدأت رحلة المعاناة لتجاوز اختبار "الدولينغو" الذي لم أتجاوزه لأسباب فنية. فكان الأيلتس هو الطريق. لكن لم يكتمل الأيلتس من أول فرصة ولا أعتبره شيئا يعيبني، بل فخور لمدى علمي كيف كانت لغتي سيئة وطورتها حتى أنال ما يؤهلني.
لكن بعدها قد وصلني إيميل جامعة دندي بأنهم يرغبون في أن أكون معهم، كان حالي من كرم الله بالمستعجب جدا. فكانت هي الطريق.
لقد اخترت منحة دندي ووصلت إلى دندي في منتصف الفصل الدراسي ومنذ اللحظة الأولى كان هنالك تسليمات وواجبات. لكن كان الله معي. قبل سفري لبريطانيا وأثناء الانتظار الطويل للفيزا كنت قد سجلت لزمالة في أوروبا كانت تنافسية من الجامعة بالنسبة لتخصصي وفرص قليلة لكن الله وفقني بها بعد تنافس شديد وكانت فرصة لي لأزور كثير من دول أوروبا وأتعلم منها. كانت تجربة غنية على المستوى العلمي والإنساني.
من المثير للبسمة الآن في دندي أو إدنبرة عندما أحضر مؤتمر أو أي جلسة بها أناس من مختلف الجنسيات يكون أول ما يقولونه I know you بعد ما تم نشر صوري بالصحف ومقابلاتي بالتلفاز. أذكر في منتصف شهر يناير الأخير كان مؤتمر في إدنبرة، كان به كثير من الأشخاص يقولون بأنهم يعرفونني ثم كان أطرف موقف بأني كنت بجانب موظفين جامعتي فجاء فتاة وشاب يقولان لي نحن نعرفك وتمتلك صورة لك، بالفعل كانا في محادثاتهم على الواتس أب صورة لي.
أنا أؤمن ان الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، قد تريد هدفا من طريق وتخلص للوصول إليه متسلحا برضا الله والوالدين فيرى الله عملك فيوصلك لهدفك من طريق أفضل كنت لا تحسبه آتيا. آمن بربك ولا تستسلم مها استصعبت الصعود.