قصة نجاح - إسراء حاتم الجيش - من فلسطين إلى سكوتلاندا
2023-01-12
لم تَكُن البداية بكلّ هذه السهولة، الأمر مُقيّداً تقييداً يُندد بالرفض؛ الّا باباً واحداً يلِحُّ بحتمية القبول.
انا اسراء، كان قرار التقديم لمنح لدراسة درجة الماجستير في بريطانيا ولأول مرة في يوم اعلان افتتاح منحة تشيفننج 3 أغسطس 2021
يومها بدأت رحلتي، قمت بالتقديم على بوابة المنحة وبدأ الطريق من باب.. قمت بالاستعانة بكثير من المصادر منها منشورات المنحة، أصدقاء خريجين من بريطانيا، والمهندس أشرف حمد - كان له بصمة واضحة في تحفيزي واعطائي بعض من نصائحه الثمينة
كان الأمل سيّد الموقف، كتابة المقالات، تحليلها، مراجعتها، تدقيقها وتسليمها مكلّلة بالدعوات والصلوات.
ثلاث شهور يتخللها الكثير من الجهد، الاحباط والكثير الكثير من القوة..
قمت بالتسليم في شهر نوفمبر وبدأت الرحلة الثانية لدراسة الايلتس والتحضير لمنحة جامعة St Andrews الأولى في اسكوتلندا- بريطانيا. فـهي منحة مقدمة من الجامعة لطالبين فقط من فلسطين - غزة والضفة- كان عليّ أن أطرق أبواباً كثير.. بأمل لـ بابٍ واحدٍ موارب، يتسلّل منه ضوء.
اظنّ ان ثِقَل الطريق اشتدّ، مراقبة النتائج، انتظار كلمة" تم قبولك" we are pleased” وهنا الصورة تكتمل بانعدام الهدوء..
شهر فبراير ٢٠٢٢ في موعد غروب الشمس تلقّيت البريد المعنون بـ "الدعوة الي المقابلة" قرأت الخبر بطرف عيني وذهبت لأمّي بدموعي وكالعادة كان إيمان أمّي في ابنتها بمحلّه!
في شهر مارس.. شروقاً لشمس الشغف قد هلّ، الخطوة التالية تدقّ عقاربها، هنا المقابلة.. كانت ٤٣ دقيقة من الحديث بشكل مطوّل و بدون توقف عن رغبتي و خططي للدراسة في بريطانيا..
بعد ما يقارب شهر ونصف في تاريخ 1 مايو 2022 تلقيت خبر قبولي في منحة جامعة St Andrews واختياري انا وطالب آخر من فلسطين للدراسة فيها!
كان علي اتخاذ القرار في نفس الأسبوع.. قِبلت العرض واستمر الانتظار لنتيجة منحة تشيفننج..
في شهر يوليو وبالأخصّ يوم عرَفة كانت النتيجة بالقبول النهائي..
كان عليّ أن أختار بين المنحتين!
وقمت برفض تشيفننج وقبول منحة STEPS الخاصة بجامعة St Andrews!
رفضت تشيفننج لسبب ان اخترت تخصص درجة الماجستير في International Education في جامعة St Andrews عن تخصصات الجامعات المقدّمة لها في منحة تشيفننج ولسبب أن الجامعة نفسها مصنّفة الأولى في بريطانيا لـ عام ٢٠٢٣..
حينها قمت بإعطاء هذه الفرصة لطالب/ة آخر كان قد طرَق باب الأمل في هذه المنحة!
في شهر سبتمبر ٢٠٢٢، وقت دخولي السكن الجامعي في بريطانيا، ظننت أن حلقات الطريق انتهت بعد الوصول، فالحقيقة انّنا دخلنا على عالم اخر متفرّع الطرق، فالسعادة فيه طريق، والنجاح طريق، القوّة طريق، الوحشة طريق و السلامة منه طريق..
نظام التعلّم ومتطلبات الدراسة مختلفة كل الاختلاف عما اعتدنا عليه في جامعاتنا..
كان دعم طاقم الجامعة والمنحة كبير بكوني طالبة دولية من فلسطين.
وبالنسبة لـ ليالي اسكوتلندا الباردة كانت مسيطرة على كل الأجواء ولكن دفء قلوبنا بحب غزة كانت وستبقى أقوى من وحشية تلك الليالي!
امتنان كبير لساعات النوم المحدودة لدموع الليل الخفيّة ولكل التحديات.. انتهى نصف الطريق وأيام قليلة تفصلني عن بدء الفصل الثاني.. اقتنعت بأن المتعة تكتمل بالرحلة وبالطريق وليست فقط بالوصول..
ليس هناك نهاية ما دُمنا أحياء! فـ الطموح مستمر والرحلة في بدايتها.. فلا نعلم ما سنكون عليه في بداية السنة المقبلة!