بتول مهرة - قصة نجاح وإلهام
2022-02-18
أنا هنا الآن، بعد رحلة طويلة حملت معها خيبات متعددة، أحلام لطالما سكنتني، وطموح رافقني منذ ولادتي في غزة، لطالما شعرت بالرهبة والعظمة كلما رأيت صورا أو مقاطع ڤيديو لطبيعة بريطانيا، لعراقة البناء فيها، تميز التجربة الأكاديمية، وتطور الذات ونضجها مع تقلبات الحياة وصخبها في بلد كهذه.
دائما ما كانت منحة تشيڤننغ المحطة الأكبر في سنواتي، وغريب كيف أني لم أترك مقالا، نصا، أو أي مادة تتعلق في كيفية الحصول عليها إلا وكنت أقرأه بشغف كبير.
نحن من عشنا التناقضات كلها في سنوات الحرب والحلم، وانصهرنا في تحقيق الذات والمعاناة من قلة الفرص وضيق الحدود، وتخبطنا من ثقل طموحنا وأحلام في مدينة تكاد تقتل الحلم في مهده.
نحن أكثر من نقدر فرص كهذه، وأكثر من يسعى إليها بإصرار عظيم.
بالبداية أود شكر م. أشرف عظيم الشكر لكونه المرشد الأفضل خلال مراحل تقديمي لمنحة تشيڤننغ، إن كنت تريدون شخصا يدلكم على الطريق الصحيح في مجال المنح والدراسة في بريطانيا، فهو الأفضل بالتأكيد!
أنا بتول، تقدمت لمنحة تشيڤننغ ٣ مرات، والحق يقال أن المرة الأخيرة كانت أكثر مرة أعطي فيها الاهتمام والشغف والوقت معا، أتذكر جيدا قائمة المنح ال٢٣ التي علقتها على حائط غرفتي وعزمت على التقديم لهم جميعا، كنت أقول دائما لنفسي "أنقذي نفسك، واكتشفي العالم، إن جماله وطموحك يستحقان كل التعب في المحاولة"، ورغم خيبة الأمل القاسية التي قرأتها في إيميل يخبرني أنني على قائمة الانتظار، الا أنني فعلتها وأصبحت تشيڤنر أدرس ماجستير التنمية وحقوق الإنسان في جامعة سوانزي في بريطانيا.
وها أنا الآن، أكتشف العالم ونفسي، ونعم، لقد كانا يستحقان المحاولة فعلا.
أما عن نصائحي لكم في المقابلة، فهي كالتالي: أولا: ثق بأنك الأفضل. غريب كيف لنبرة الواثق أن تزرع القبول والانطباع المثمر في نفوس أعضاء لجنة المقابلة، كأنك تقول لهم "نعم، أنا الأفضل، لا تتردوا مرتين في اختياري". ولا تنس سحر لغة الجسد في تجسيد الثقة.
ثانيا: كن راوي القصة. كونك من خضت التجارب التي كتبتها في الطلب، فأنت قادر تماما على سردها كقصة شيقة تحمل تفاصيل دقيقة، ابدأ بالموقف العام، ما هي المشكلة التي واجهتك، أين؟ متى؟، كيف تصرفت؟ ما هو دورك في حل هذه المشكلة؟ والأهم ما الأثر الذي تركته بحلك لهذه المشكلة؟ النتيجة هي كل شيء!
ثالثا: وهذه النصيحة العبقرية نصحني إياها م. أشرف، اترك بصمتك الخاصة. بمعنى أن تفعل أو تعرض شيئا مميزا وحقيقيا، مثلا بعرضك صورا معينة لأثر شيء قمت به.
رابعا: كم ودودا، مستمعا جيدا، لا تتكلم بسرعة ولا ببطء شديدين، اكسر الجليد إن وجد، وكن اجتماعيا.
أخيرا، لا تتوتر إن حدث أي خلل فني في المقابلة إن كانت أونلاين، فقد حدث ذلك معي مرتين واعتقدت أن فرصتي انتهت، ولا تفقد الأمل أبدًا إن وجدت نفسك waiting list، فلقد كنت هناك قبلك!