افعل هذه الأنشطة الخمسة خلال فترة البكالوريوس لتزيد من فرص حصولك على منحة ماجستير
2020-11-29
الجميع يتنافس بقوة للحصول على منحة لدراسة الماجستير في جامعات الدول المتقدمة. من وجهة نظري، التحضير للمنافسة على هذه المنحة لا يجب أن يكون قرار سريع بين ليلة وضحاها؛ بل أنصح وبشدة أن يتم التحضير لتلك المنافسة قبل سنوات.
في هذه التدوينة (والتي نشرتها سابقاً باللغة العامية على صفحتي على الفيسبوك بتاريخ 11 يوليو 2018) أدرج بعض الأفكار والنصائح للذين ما زالوا على مقاعد الدراسة الجامعية، ولديهم خطط للانتقال لدول متقدمة علمية – بريطانيا على سبيل المثال – لدراسة الماجستير لعلها تكون مفيدة لهم.
أولاً – طوّر من لغتك الإنجليزية
لا يوجد داعي للحديث عن أهمية اللغة الإنجليزية للتطور الوظيفي والعلمي، ولكن يمكن – في هذه التدوينة – التنويه على أهمية تطوير لغتك الإنجليزية "على نار هادئة" قبل سنوات من يوم سفرك إلى بريطانيا (أو غيرها من البلاد المتقدمة علمياً لاستكمال رحلة الدراسات العليا). أنصحك بعمل خطة تطويرية للغتك الإنجليزية تستمر لشهور وسنوات. الهدف الأسمى من هذه الخطة هو أن تحب اللغة الإنجليزية لذاتها، أن تتعامل معها كأنها جزء من تكوينك المعرفي، وليس أداة وقتية.
لا يوجد خطة صحيحة وأخرى فاشلة، ولكن ما يتوجب عليك فعله هو الحفاظ على الاستمرارية. ربما تبدأ بحفظ بعض مفردات اللغة الإنجليزية والطريقة السليمة لاستخدامها في جمل مفيدة، ثم تتوسع لتبدأ بكتابة فقرات أطول ... وهكذا حتى تصل لمرحلة كتابة مقالة من عدة مئات من الكلمات. ثم عليك تطوير مهارة المحادثة. لابد من كسر حاجز الرهبة والخوف من التحدث باللغة الإنجليزية. اتفق مع أحد أصدقائك على الحديث باللغة الإنجليزية لمدة 10 دقائق كل يوم. ربما يبدو الأمر مضحكاً في البداية، ولكنه بالتأكيد سيكون مثمراً في النهاية.
هناك المئات (وربما لا أكون مبالغاً لو قلت الآلاف) من المصادر المجانية لتعليم اللغة الإنجليزية، تناسب جميع المراحل المعرفية. حاول الاستفادة من هذه المصادر قدر المستطاع.
اضغط هنا للاطلاع على قائمة من المصادر المجانية للتحضير لامتحان الأيلتس.
ثانياً – تطوع تطوع تطوع
ربما من أفضل الطرق وأسرعها لتطوير ملف سيرتك الذاتية – في المراحل المبكرة من حياتك المهنية - هو الانخراط في عمل تطوعي في مجال تحبه أو ذا علاقة بتخصصك الجامعي. تطوع في نادي القسم أو الكلية التي تدرس بها، تطوع مع مجموعة شبابية تخدم المجتمع المحلي، تطوع مع فريق تقني يقدم خدمات مميزة، تطوع في أي مجال مفيد. بسهولة يمكنك التطوع لساعة أو ساعتين أسبوعياً، ولفترات قد تمتد لشهور أو حتى سنين. احرص على التخرج من البكالوريوس وفي حصيلتك ما لا يقل عن 100 ساعة تطوعية.
من خبرتي الشخصية ومعرفتي بالمؤسسات المانحة، أصحاب القرار يفضلون المتقدمين للمنح الذين يظهروا أنشطة تطوعية في ملفات سيرتهم الذاتية.
التطوع في حد ذاته مفيد جداً لك كشخص على وشك التخرج، فهو قد يفتح لك أبواباً واسعة للمرحلة المقبلة من حياتك المهنية. ربما ينتهي بك المطاف في وظيفة في نفس المؤسسة التي كنت تتطوع بها، أو حتى أن تستخدم مدراء تلك المؤسسة كمعرفين لك خلال مرحلة تقديم طلبات المنح الدراسية.
تعرف على الوضع القانوني للعمل التطوعي أثناء الدراسة في بريطانيا
ثالثاً – اهتم بالدورات التدريبية المميزة
لا تبذل مالك ووقتك في أي دورات تدريبية غير مميزة! والمقصود بكلمة مميزة في هذا المقام هو أنها دورات تدريبية مع مدرب يحمل خبرة عملية حقيقية ونجاحات حقيقية، وليس فقط شهادات كرتونية تملأ الفضاء الإلكتروني.
مرة ثانية – هناك الكثير من المصادر التي توفر لك دورات تدريبية مميزة وعلى أيدي خبراء وبشكل مجاني. ابحث وستجد الكثير.
ولكن يجدر الإشارة إلى معظم طلبات منح الماجستير تركز بشكل كبير على مهارات التواصل ومهارات القيادة. لذلك يمكن الالتحاق بدورات تدريبية في هذه المجالات. ولكن الأهم من الحصول على شهادات لتلك الدورات، هو التطبيق العملي للمعرفة والمهارات المستفادة بشكل يزيد من سجل إنجازاتك. دائماً اسأل نفسك "لماذا هذه الدورة التدريبية؟ وما هو المتوقع منها؟".
اقرأ هذه التدوينة الهامة في مجال التدريب – عندما كنت طياراً
رابعاً – تعرف على المؤثرين في مجال دراستك
أنصحك بالبحث والتواصل مع الأشخاص المؤثرين في مجال دراستك الجامعي أو عملك المهني (مستقبلاً). التواصل مع هؤلاء الأشخاص لا يكون فقط بالظهور معهم في صورة منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بل من خلال تعريفهم بنفسك واهتماماتك وبخططك المستقبلية. معرفة هذه النوعية من المؤثرين مفيد على الكثير من المستويات – كما أشرت سابقاً – ربما أقلها المساعدة في فتح أبواب الوظائف وفرص التطوع، وربما ليس آخرها تقديم المساعدة في فترة طلبات منح الماجستير.
خامساً – شارك في مؤتمرات وورش عمل ذات علاقة
أثناء دراستك لمرحلة البكالوريوس احرص على التواجد في كل مكان يوفر لك فرصة التعرف والتشبيك مع الآخرين من ذوي نفس الاهتمام/التخصص. قد تكون هذه الأماكن هي ورش عمل أو مؤتمرات أكاديمية أو احترافية، وقد تكون فعاليات نقابية أو أي شيء آخر يمكن إدراجه تحت هذا المسمى.
التواجد والمشاركة في هذه الأنشطة مفيد على صعيدين. الأول أنه يحقق لك الحصول على المعرفة الجديدة (up to date knowledge) من خلال مشاركات الخبراء والباحثين في مجال تخصصك/اهتمامك. هذه المعرفة يمكن أن تكون مفيدة جداً خلال فترة تقديم طلبات المنح ولاحقاً في فترة المقابلات الشخصية للمنح.
ثانياً هو – كما أشرت سابقاً – فرصة التعرف والتواصل مع أشخاص مؤثرين في مجالك. أنا شخصياً استفدت كثيراً من مشاركاتي في ورش عمل ومؤتمرات أكاديمية أثناء دراستي لمرحلة البكالوريوس. أدرجت أسماء شخصيات مرموقة في طلب المنحة، وكذلك في المقابلة الشخصية، إضافة لحصولي على رسائل تزكية من بعض تلك الشخصيات.
أخيراً – يمكنك التفكير بأنشطة كثيرة متنوعة لتطوير نفسك خلال فترة دراسة البكالوريوس لكي تصبح مميزاً عن الآخرين في المراحل اللاحقة من حياتك الأكاديمية والمهنية. الخلاصة – السوق مزدحم جداً ويتوجب عليك التميز!