أسئلة حول جائحة الكورونا والتعليم في الجامعات البريطانية
2020-06-01
قبل كل شئ، أتمنى أن تقرأ هذه التدوينة وأنت وأحبابك بعافية وسلامة .. وأسأل الله أن ينعم على البشرية بالعافية والسلامة.
دعنا نتفق بأن العالم ما قبل جائحة الكورونا مختلف عما هو عليه الآن، وبالتأكيد سيكون مختلف عما سيكون عليه الحال بعد انتهاء الأزمة ... سأسلط الضوء في هذه التدوينة على أحد أوجه هذا الاختلاف وهو التعليم.
خلال الوقت الحالي يسود الكثير من المجهول والريبة وعدم اليقين حول الكثير من تفاصيل مستقبل التعليم .. ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن تتوقف عن مواصلة مشوارك الأكاديمي .. إن شاء الله مع الوقت ستتضح التفاصيل أكثر وتصبح الإجابات أوفى.
إن كنت أحد الطلبة العرب الذين يرغبون بالدراسة في الجامعات البريطانية .. إذن ربما لديك تساؤلات عن ملامح العملية التعليمية خلال الفترة المقبلة .. حاولت في هذه التدوينة أن أجمع بعض تلك الأسئلة وأن أدون الإجابات المتوفرة حتى لحظة كتابة هذه التدوينة.
اعتمدت في كتابة هذه التدوينة على عدد من المصادر الموثقة بروابط مدمجة في نص التدوينة.
الإجابات ليست نهائية لأن المعلومات تتغير بشكل يومي تبعاً لتطورات الجائحة.
النصيحة الأهم في هذه التدوينة هي متابعة المواقع الرسمية باستمرار لمعرفة آخر التطورات الخاصة بالطلبة الدوليين الدارسين أو الراغبين بالدراسة في المملكة المتحدة .. ستجد في أسفل هذه التدوينة قائمة بأهم المواقع التي يتوجب عليك الاطلاع عليها مرة واحدة أسبوعياً على الأقل.
أولاً – هل ستبدأ الدراسة في الجامعات البريطانية في موعدها السنوي المعتاد؟
عادة يبدأ العام الأكاديمي في الجامعات البريطانية في النصف الأول من شهر سبتمبر من كل عام .. للتأكد من ذلك، اطلع على رسالة "القبول غير المشروط" التي وصلتك من الجامعة وستجد التاريخ موضح بدقة .. لكن وفي ظل جائحة الكورونا فإن الجامعات البريطانية قد تضطر إلى تغيير موعد بدأ العام الأكاديمي الجديد.
لا يخفى على أحد بأن الجامعات البريطانية تحتاج إلى الطلبة الدوليين لأنهم مصدر دخل مهم للاقتصاد البريطاني .. ولذلك من المتوقع أن تظهر الجامعات البريطانية مرونة أكبر هذا العام اتجاه الطلبة الدوليين الذين ربما وبسبب جائحة الكورونا يتأخروا في الوصول إلى بريطانيا في حال تم إقرار عودة الدراسة الجامعية كما كانت سابقاً.
بعض الجامعات أعلنت مؤخراً على مواقعها الإلكترونية الرسمية عن تواريخ بدأ العام الأكاديمي الجديد .. على سبيل المثال جامعة مانشستر أعلنت أن أسبوع الترحيب بالطلبة الجديد (induction week) سيبدأ يوم الإثنين 21 سبتمبر 2020، على أن تبدأ المحاضرات يوم الإثنين الموافق 5 أكتوبر 2020 .. إلا أن الجامعة دعت الطلبة إلى مراجعة موقعها الإلكترونية بانتظام وبقراءة رسائل التحديثات التي ترسلها للطلبة عن ظروف العملية الأكاديمية خلال الفترة المقبلة.
إضافة إلى ذلك، فإن بعض الجامعات البريطانية تتيح لطلبتها تحت ظروف خاصة التأخر لمدة أسبوعين عن بداية العام الأكاديمي .. من المتوقع هذا العام وبسبب ظروف جائحة الكورونا أن تزداد مدة التأخير المسموح بها لأكثر من أسبوعين.
الخلاصة .. عليك مخاطبة الجامعة التي ستدرس بها .. عليك إعلامهم بخططك وبتطورات ظروف بلدك وفرص سفرك إلى بريطانيا .. أنصحك أن لا تحجز أي تذاكر سفر في هذه الأيام .. فقط رتب خططك وكن على تواصل مع جامعتك.
ثانياً – هل ستكون الدراسة في الحرم الجامعي أم من خلال محاضرات أونلاين؟
الجامعات البريطانية تتابع عن كثب التوجيهات الصادرة عن حكومة المملكة المتحدة بخصوص سفر الطلبة الدوليين إلى بريطانيا .. يتم تحديث هذه التوجيهات بشكل مستمر .. على سبيل المثال ابتداء من يوم الاثنين الموافق 8 يونيو 2020 بدأ العمل بنظام الحجر المنزلي لأي شخص يصل الأراضي البريطانية لمدة 14 يوم بشكل متواصل ... الحكومة أقرت هذا القانون وتعهدت بمتابعة تطبيقه وكذلك معاقبة المخالفين إما بالغرامة المالية أو بالطرد من المملكة المتحدة .. تعهدت الحكومة البريطانية أيضاً بمراجعة هذا القانون بعد مرور 3 أسابيع على تنفيذه بغرض تمديده أو إلغائه وفقاً لظروف التعامل مع جائحة الكورونا.
من أهم مسئوليات الجامعات البريطانية خلال الفترة القادمة هي إتباع قواعد التباعد الاجتماعي (social distance) داخل أروقة الحرم الجامعي في حال تم إقرار العودة إلى الجامعات.
لذلك فإن بعض الجامعات اتخذت قرارات واضحة باتباع نظام التعليم عن بُعد (online teaching) خلال العام الأكاديمي القادم حفاظاً على سلامة موظفيها وطلبتها وأيضاً نظراً لصعوبة الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي .. على سبيل المثال قررت جامعة كامبريدج بتقديم جميع محاضراتها عند بُعد .. بينما سيكون هناك بعض اللقاءات الفردية بين الطلبة والمدرسين وجهاً لوجه داخل الحرم الجامعي.
جامعة ليدز أعلنت عن فتح حرمها الجامعي يوم 28 سبتمبر المقبل أمام الطلبة .. على أن يتم عقد اللقاءات الصغيرة ومحدودة العدد داخل قاعات الجامعة بينما المحاضرات ذات الأعداد الكبيرة سيتم تنفيذها عبر الوسائل التكنولوجية.
الخلاصة .. عليك أن تتابع بانتظار وباستمرار الموقع الإلكتروني للجامعة التي ستدرس بها .. الجامعات تخطط وفق للمعطيات المتاحة في الوقت الحالي .. في حال قلت أعداد المصابين بفيروس الكورونا المستجد ربما ستزداد نسبة الاطمئنان لتسهيل حركة الطلبة من وإلى الحرم الجامعي .. بينما في حال ازداد انتشار المرض فإن الجامعات قد تضطر إلى إغلاق الحرم الجامعي والانتقال بشكل كامل إلى التدريس عن بُعد.
ثالثاً – هل شرط الأيلتس يسقط مؤقتاً في ظل إغلاق مراكز تقديم امتحانات الأيلتس حول العالم؟
كما هو معروف فإن إجادة اللغة الإنجليزية هو أحد الشروط الأساسية المفروضة من وزارة الداخلية البريطانية على الطلبة الدوليين الراغبين في الدراسة في الجامعات البريطانية .. ولذلك تطلب الجامعات البريطانية الحصول على درجة محددة في اختبار اللغة الإنجليزية الأيلتس (IELTS) كأحد الوثائق المطلوبة للحصول على قبول غير مشروط.
في ظل ظروف جائحة الكورونا أعلنت المؤسسة المسئولة عن اختبار الأيلتس في بريطانيا (Cambridge Assessment English) عن إغلاق مراكزها حول العالم .. هذا القرار أثر سلباً على آلاف الطلبة لعدم مقدرتهم على تقديم الاختبار in-person وبالتالي مزيد من التوتر والقلق حول مستقبلهم الأكاديمي.
للتسهيل على الطلبة .. أعلنت المؤسسة المسئولة عن اختبار الأيلتس عن إطلاق خدمة اختبار مؤقت IELTS Indicator .. وهو اختبار مماثل للاختبار الأساسي والفرق الوحيد أن الطالب يمكنه تقديم اختبار IELTS Indicator من بيته .. هذا الاختبار الجديد يشمل على الأقسام الأربعة للاختبار: الاستماع، القراءة، الكتابة، والمحادثة .. يتم تصحيح الاختبار بنفس طريقة الاختبار الأساسي.
الهدف من إتاحة هذا الاختبار المؤقت هو مساعدة الطلبة في إكمال طلباتهم الجامعية .. وأيضاً مساعدة المؤسسات التعليمية في تقييم طلبات الطلبة من حيث إجادة اللغة الإنجليزية وبالتالي الوصول إلى قرار بمنحهم قبول غير مشروط للدراسة.
إضافة إلى ما سبق، فإن الموقع الإلكتروني للمؤسسة المسئولة عن اختبار الأيلتس يحدث بشكل يومي قائمة بأسماء الدول التي أعيد فيها فتح مراكز اختبار الأيلتس بشكل كلي أو جزئي .. حتى وقت كتابة هذه التدوينة كان هناك عدد من الدول العربية التي أعيد فيها فتح مراكز اختبار الأيلتس بشكل كلي وهي البحرين، الأردن، لبنان، عُمان، فلسطين، السعودية، تونس .. بينما أعيد فتح مراكز اختبار الأيلتس بشكل جزئي في الدول التالية: مصر، الأردن، الكويت، قطر .. بينما أغلقت مراكز الاختبار في الدول العربية التالية: الجزائر، العراق، ليبيا، المغرب، السودان.
الخلاصة .. عليك المحاولة بجد أن تحصل على اختبار الأيلتس إن كان ذلك متاحاً في بلدك .. وإن كان ذلك صعب بسبب الظروف الحالية، فعليك باللجوء إلى تقديم اختبار IELTS Indicator بعد أن تتأكد بأن الجامعة التي تنوي الدراسة فيها تعتمد نتيجة هذا الاختبار بشكل مؤقت.
ملاحظة هامة
يجب التنويه بأن هذه التدوينة لا تعتبر مرجع قانوني لأي إجراء تنوي القيام به .. ولكنها تحاول تسليط الضوء على بعض الأسئلة الشائعة عند الطلبة العرب الراغبين في الدراسة في جامعات المملكة المتحدة .. ولذلك أنصحك بشدة بأن تتواصل مع الجهات الرسمية ذات الاختصاص للحصول على آخر المعلومات في الموضوعات ذات الصلة.
مواقع هامة أنصح بالاطلاع عليها بانتظام وباستمرار
موقع المجلس البريطاني لشئون الطلبة الدوليين UKCISA
موقع اتحاد الجامعات البريطانية Universities UK
وأخيراً – الموقع الإلكتروني للجامعة التي تنوي الدراسة فيها.
أضف تعليقك هنا