عن التواصل والتشبيك ... نصائح لطلب منحة تشيفننج
2020-10-13
"تشرفت بلقائك أيها الموزة الكبيرة!" ... هكذا بادرني العديد ممن حضروا مشاركتي في مؤتمر أكاديمي قبل عدة سنوات في إحدى الجامعات البريطانية ... يوم أن ارتديت زي يشبه شكل الموزة (banana suit) استعرتها من أحد الأصدقاء ... كانت مشاركتي عن مفاهيم التجارة العادلة ... ولكن هذا ليس الموضع المناسب للحديث عن مشاركتي من ناحية بحثية.
كان قرار اختياري لارتداء ذلك الزي خطوة جريئة جداً ... كنت أعلم بأنني أغامر بالخروج من منطقة الراحة الخاصة بي (comfort zone) ... وكنت أعلم أنني ربما أتصبب عرقاً أثناء وقوفي أمام الجمهور ... ولكني كنت أيضاً أعلم بأن النتائج المترتبة على ذلك ستكون كبيرة ومجزية.
بمجرد وقوفي على منصة العرض ... ضحك الكثيرون (وهو في البداية ما زاد من توتري) ... ولكنهم أيضاً أخرجوا هواتفهم لالتقاط صورة لي بهذا المنظر "الغريب" ... انتهيت من تقديم فقرتي، وأجبت بهدوء ونجاح على استفسارات الحضور.
انتهت الجلسة البحثية.
عشرات الأشخاص تسابقوا للوصول إليّ وقدموا التهنئة على العرض ... بعضهم طلب أخذ صورة "سيلفي" معي ... الكثير من التغريدات في يوم المؤتمر تضمنت صورتي في داخل "الموزة الكبيرة!" ... ولكن الأجمل من ذلك كله هو أن عدد قليل من الأشخاص طلب الحصول على بريدي الإلكتروني لغرض التواصل مستقبلاً ... فعلت ذلك بسرور.
خلال الأسابيع التالية حصل تواصل مع تلك المجموعة من الأشخاص ... اثنين منهم دعوني لحضور أنشطة أكاديمية واجتماعية مشابهة نُظمت في مؤسساتهم مع إلقاء كلمة في موضوع التجارة العادلة ... أما الشخص الثالث فقد دعاني للكتابة في مجلتهم الدورية ... استجبت لكل تلك الدعوات ... والرائع أنني تعرفت على المزيد من الأشخاص والمؤسسات ... تعرفت على مدراء شركات ومؤسسات خيرية ... وأعضاء إنجليز في البرلمان الأوروبي وغيرهم الكثير.
الأثر الذي صنعته هذه العلاقات متعدد الأوجه ... ساهمت في رفع الوعي لدي الكثيرين ممن حضروا هذه الأنشطة عن مفاهيم التجارة العادلة ... ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في زيادة مبيعات بعض منتجات التجارة العادلة ... وأخيراً وليس آخراً منحتي منصة أكبر للحديث عن مفاهيم التجارة العادلة في أنشطة أخرى آخرها كان قبل أسبوعين من خلال مشاركتي بصناعة فيديو توعوي في هذا المجال ..... والحديث يطول هنا!
لماذا كل هذه القصة القصيرة؟
الاستشهاد بهذه القصة ليس بهدف التسلية، ولكن لهدف شحن الهمم بالطاقة الإيجابية والإلهام.
إذا كنت تنوي التقديم للحصول على منحة تشيفننج، أنصحك بالاهتمام جيداً في المقالات الأربعة، وقد كتبت سابقاً تدوينتين عن المقالة الأولى – القيادة والتأثير.
المقالة الأولى - 10 نصائح لكتابة مقالات مميزة في طلب منحة تشيفننج - اضغط هنا
المقالة الثانية - كيف تكتب مقالة القيادة في طلب منحة تشيفننج - اضغط هنا
المقالة الثانية عن التواصل والتشبيك مهمة جداً، وأراها مُكملة للمقالة الأولى.
مؤسسة تشيفننج تسعى من خلال هذه المقالة أن تتأكد بأنك الشخص الأفضل لهذا الاستثمار الكبير.
هل أنت شخص قادر على رعاية نفسه بنفسه طوال عام كامل؟
هل أنت شخص يمكنه نسج علاقات احترافية، وعلاقات صداقة بسهولة فور أن تصل إلى بريطانيا؟
هل أنت شخص يمكن الاعتماد عليه في تكوين علاقات قوية تُفضي إلى فائدة متبادلة تعود بالنفع على جميع الأطراف؟
نصيحتي لك ... أكتب مقالة التواصل والتشبيك بطريقة تظهر مهاراتك وقدراتك على نسج العلاقات والاستفادة منها.
جميل أن تذكر أنك شاركت في مؤتمر ما ... أو نشاط اجتماعي أو مهني ما ... أو دورة تدريبية ما ... ولكن هذا لوحده غير كافي ... المطلوب أن تظهر للقارئ أنك قادر على الاستفادة من تلك العلاقات لخدمة نفسك ولخدمة المجتمع الذي تعمل به أو تعيش فيه.
أخيراً ... تذكر أن وجود 1000 جهة اتصال على هاتفك لا يعني الكثير إن لم تكن قادر بالفعل على إيجاد فائدة متبادلة بينك وبين تلك الجهات.